إنه فى يوم الثلاثاء الموافق 22 رجب سنة 1425 السابع من سبتمبر سنة 2004م توجهت
إلى مدينة طنطا لزيارة بيت من بيوت الله وعارف من العارفين بالله وهو سيدى أحمد البدوى رضى الله تعالى عنه فدخلت المسجد وصليت ركعتين تحية المسجد وسلمت على صاحب المقام وصليت على رسولنا الكريم أفضل الصلاة والسلام عليه – وعند دخولى المقاو وجد له سثلاثة أبواب باب من داخل المسجد والآخر على اليمين والآخر على اليسار ومقابل حجرة المقام حجرة بها مقام لسيدى العارف بالله محمد مجاهد المتوفى سنة 1298هـ وهو خليفة مقام سيدى أحمد البدوى رضى الله عنهم وأول شيخ للمسجد 0 أما مقام سيدى أحمد البدوى عبارة عن مقصورة من النحاس مستطيلة والمقام موضع عليه مصحف مفتوح على الجزء السادس عشر من سورة طه ومكتوب عليه ( مقام السيد أحمد البدوى بن على بن إبراهيم بن محمد ابن أبى بكر وينتهى نسبه إلى سيدنا على زين العابدين ولد بمدينة فاس سنة 596هـوأنتقل إلى جوار ربه 12 ربيع الأول سنة 675هـ والمقصورة لها باب من النحاس يعلوها لافتة من النحاس كتب عليها آية قرآنية ( وكان فضل الله عليك عظيما ) والمقصورة من الخارج مكتوب عليها بسم الله الرحمن الرحيم – هذا نسب سيدى أحمد البدوى أبو فراج نفعنا الله به فى الدنيا والآخرة وهو أحمد بن على بن إبراهيم بن محمد بن أبى بكر بن إسماعيل بن عمران بن عسثمان بن على ابن حسين ابن محمد بن موسى بن يحي ابن عيس ابن على الهادى بن محمد الجواد بن على الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين ابن الحسين بن على سابن أبى طالب ابن عبد المطلب بن هاشم ابن عبد مناف بن قصى بن كلاب بن مرة بن كعب بن لوى بن غلب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة ابن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وهو النسب الصحيح
هل عليــــه من شمس الضحـــــى نورا ومن فلــــــــق الصباح عمودا
وفى الركن الخلفى للمقام يوجد تابلوه رائع الجمال وبداخله قطعة من الحجر الأسود المستطيلة موضح عليه آثار قدم لليمنى ولليسرى يدعى العام إنه قدم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوف نتعرض لتحليل ذلك ، كما يوجد محراب بداخل المقام ويوجد خارج المقام صحن كبير مستطيل للصلاة وأمام القبلة يوجد حجرة كبيرة بها ثلاث مقامات مقام كبير وسط الحجرة للعارف بالله سيدى عبد العال الأنصارى الخليفة الأعظم لسيدى أحمد البدوى – ومقام لسيدى احمد محمد حجاب والآخر سيدى نور الدين 0
أولا : مدينـــــــــــــة طــنطـــــــــــا
يقول على باشا مبارك فى خططه ( طندتا ) هذا أصل الأسم ويقول العامة طنطا وهى مدينة كبيرة هى رأس مديرية الغرربية ولها شهرة ففى تاريخ بطاركة الأسكنرية أنها كانت أسقفية وكان من أساقفها مخاييل وجبريل وأسمها القبطى القديم طنيطاد وقال أبن حوقل أن طنديا قرية كبيرة لطيفة ننبها جوامع وأسواق وبها قرى وهى محل إقامة الحاكم وجنوده وبها مولد يعرف بأسم السيد البدوى يجتمع فيه خلق كثيرون لا يحصى عددهم إلا الله من جميع بلاد القطر وليس إجتماعهم للتجارة بل للتبرك بولى الله تعالى سيدى أحمد البدوى وهو السبب فى شهرتها 0 ( أى شهرة مدينة طنطا ) - (( من الجزء الثالث عشر من الخطط التوفيقية لعلى باشا مبارك ))
ثانيا : العارف بالله سيدى ( أحمد البدوى )
سيدى أحمد البدوى بن على بن إبراهيم بن محمد بن أبى بكر بن إسماعيل بن عمر بن على بن عثمان بن حسين بن محمد بن موسى بن يحى بن عيس بن على الهادى بن محمد الجواد بن حسن العسكرى بن كعفر بن على الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم نسب كان عليه من شمس الضحى
نورا ومن فلق الصباح عمودا
وأمه فاطمة بنت محمد بن أحمد بن عبد الله بن مدين بن شعيب من أكابر أهل الحسب كان مولده رضى الله عنه بمدينة فاس بالمغرب لان جده الشريف محمد الجواد بن حسن العسكرى 0
ثالثا : قصة الحجر ( قدم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم )
1 : سؤال الدكتور يوسف القرضاوى
سئل العلامة الدكتور يوسف عبد الله القرضاوى عن آثار قدم النبى صلى الله عليه وسلم سفى مقام السيد أحمد البدوى فقال : بسم الله والحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم – وبعد- فالحجدر الموجود فى مقام السيد أحمد البدوى لا دليل على أن فيه آثار لقدم النبى صلى الله عليه وسلم وإن صح هذا فلم يأمرنا النبى بالتبرك بالأحجار أيا كان نوعها وما يحدث مع الحجر الأسود أمر تعبدى لا يقاس عليه والحجر الموجود فى طنطا كسائر الأحجار ليس هناك تاريخ يثبت أن هذا الحجر من عبه نرسول الله ولا أن أثر القدم أثر قدمه عليه الصلاة والسلام وليس عند أحد سند لهذا .
2: على باشا مبارك ( الخطط التوفيقة )
هو فى ركن من أركان القبة المقامة على ضريح السيد أحمد البدوى رضى الله عنه بطندتا المعروفةى عنه العامة بطنطا ولم أقف فيه إلا على ماذكره الشيخ عبد الصمد فى الجواهر السنية فى النسبة والكرمات الأحمدية من أنه حجر أسود مثبت فى ركن القبة تجاه وجه الداخل من الجهة اليمنى ومنه موضع غوص قدمين شاع بين الناس وذاع واستفاض وملأ البقاع والأسماع أنه أثر قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل من زار الأستاذ يتبرك به ولم يتعرض لذكر واضعه وتاريخ وضعه بهذا المكان .
3: حديث أحمد باشا تيمور
علق العلامة المحقق المغفور له أحمد باشا تيمور فى كتابه الآثار النبوية والصادر عام 1951م ص 49
المعروف الآن من هذه الأحجار سبعة : أربعة منهم بمصر وواحد بقبة الصخرة ببيت المقدس وواحد بالقستنطينية وواحد بالطائف وهى حجارة سوداء إلى الزرقة فى الغالب عليها آثار أقدام متباينة فى الصورة والقدم لا يشبه الواحد منها الآخر وقد ألف العلامة أحمد ابن محمد الوفائى الشافعى المعروف بابن العجمى المتوفى سنة 1086 رسالة سماها ( تنزيه المصطفى المختار عما لم يثبت من الأخبار ) بين فيها عدم صحة هذه الأحجار وأن لا سند لها لما ورد فيها – ونقل عنن الإمام ابن تيمية أنها من أختراع الجهال
4 : العلامة عبد الغنى النابلسى
فى الحقيقة والمجاز ، فى رحلة الشام ومصر والحجاز وهى فى وصف رحلته إلى هذه البقاع السثلاث فى أوائل القرن السثانى عشر وقد زاره باعتقاد وحسن نية ، كما فعل بحجر قايتباى وكانت زيارته له بعد زيارته لمقياس النيل بالروضة فقال عنه ما نصه ( ثم قمنا من ذلك المكان وركبنا وسرنا مع الجماعة بالسرور والأمان إلى أن وصلنا إلى المسجد الذى فيه قدم النبى صلى الله عليه وسلم ، فدخلنا إليه وصلينا صلاة الظهر بالجماعة ، ورأينا ذلك المسجد فدخلنا إلى قشبة لطيفة وبها بهجة وسرور والهيبة مطيئة وهناك آثر قدم النبى صشلى الله عليه وسلم فى حجرة شريف مرتفع فى طاق عال مثبت فى الحائط القبلى وعليه ماء وورد والستر المسبول وأنواع القبولوقد عقدت على ذلك انلمكان قبة سامية البناء ، جالبة الهناء ، فتبركنا به وحصل لنا كمال الصفاء ، وغاية السوق والوفاء ثم أنشد فيه
طه الرسول به الفــــــــؤاد مـــــ أكرم ممشاه المؤثر فى الحجــــــر
إن فات عينى أن تراه فإنهـــــــا قنعت هناك بما تراه من الآثر
وأنشد فيه أيضا قوله
قدم النبى متبركين بنوره الفيـــــــاض
تعلو عليه من الجـــــلالة ق أنوارها كالبرق فى الإيماض
وعليه أسرار المهابة و يهدى القلوب لذكر عهـــــد مضى
حصلت به كل السعادة والمـــــــن للزائرين وسائر الأغـــــــــراض
أثر شريف قـــد بدا فى حجـــــرة من مسها يشفـــى من الأمراض
وهذا الآثر كان بمسجد أثر النبى بمصر القديمة سثشم نقل إلى قبة الغورى فى أوائل القرن الحادى عشر والغالب أنه سمى بذلك بعد وضع هذا الحجر فيه وقد أطلقهذا الأسم أيضا على القرية الملاصقة له ثم الشارع الموصل اليه
5 : فى كتاب آل بيت النبى بمصر– فى ركن من قبة السيد أحمد البدوى رضى الله تعالى عنه ما يعرف بأثار قدمى الرسول صلى نالله عليه وسلم وقد بحثت عن أصله لكننى لم أتوصل إلى الحقيقة التى تقول إنها من العصر العثسمانى ويبدو إنها من من أبتداع العثمانيين لانه يوجد مثلها فى متحف توف كابى وهى من المرمر
رابعا: سبيل على بك الكبير خلف المسجد الأحمدى
فى القرن الثانى عشر الهجرى بنى على بك الكبير مسجد بجوار ضريح السيد البدوى كما أقيمت شسثلاث قباب أكبرها على ضريح السيدوالغربية منها لتلميذه وتابعه عبد العال والشرقية للشيخ مجاهد شيخ عموم المسجد كما وضعت مقصورة من النحاس لضريح السيد البدوى مازالت موجودة حتى الآن نقش عليها اسمه ونسبه – كذلك أنشأ على بك الكبير فى مواجهة المسجد سبيل لتعليم اليتامى القراء’ والكتابة 0
خامسا : سيدى عبد المتعال
هو سيدى عبد المتعال بن الفقيه شمس الدين محمد الأنصارى الجمجمونى نسبة لجمجمون بلدة بقرب دسوق كما ذكر الإمام الحلبى فى النصيحة العلوية – ولد عام 625 – ولازم القطب البدوى أربعين سنة من 635 – 675هـ وعاش بعده ثمانية وخمسون سنة وتوفى السبت عشر من ذى الحجة سنة 733هـ وقد أدرك تسعة من السلاطين المماليك البحرية أولهم الظاهر بيبرس وأخرهم الناصر محمد بن قلاوون
سادسا : سيدى مجاهد
هو السيد محمد أبو النجا الشهير بسيدى مجاهد وهو خليفة مقام سيدى أحمد البدوى وأول شيخ للمسجد الأحمدى ورئيس مشيخة العلماء به وذلك سفى القرن الثانى عشر الهجرى ومن آثاره العلمية : حاشيته على ( شرح الأزهرى ) على متن ( الأجرومية ) وقد سلك رضى الله عنه طريقة سيدى أحمد البدوى حتى أصبح خليفة من خلفائها 0
سابعا : عـــز الرجــــال
هو مدفون بمسجده بطنطا وهو محمد بن عز الدين وإنما لقب بعز الرجال لأنه كان مشهورا فى زمنه بنصره الضعفاء وإغاثسة الملهوفين وينتهى نسبه إلى الإمام الحسن سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أبوه سيدى عبد السلام بن بشيش رضى الله عنه 0
ثامنا : الشيخ مرزوق
وهو أيضا مدفون بمسجده بطنطا وهو مرزوق بن عبد الله بن غازى ينتهى نسبه إلى الإمام الحسن سبد رسول الله صلى الله عليه وسلم- قدم من مكة إلى القاهرة واقام بها فترة قصيرة ثسم ارتحل منها إلى طنطا واستقر به المقام فى الجامع الأموى إذ يرجع تاريخه إلى آخر عهد الدولة الأموية سنة 132هـ ولم يبرحه حتى توفى ودفن فيه سنة 568هـ0
تاسعا : مسجد القطب سيدى محمد البهى
هو المسجد العتيق يرجع تاريخه كما قيل إلى زمن الصحابة حيث حدثوا عنه بأنه من المساجد التى أنشأها بمصر عمرو بن العاص رضى الله عنه ، لذا كان يسمى بالمسجد العمرى وأشتهر بعد ذلك بأسم مسجد البوصة نسبة إلى جماعة كانوا يشتغلون باعمال البوص حول المسجد ولما قدم سيدى أحمد البدوى إلى طنطا لم يكن بها حينذاك غير هذا المسجد فأتخذ به خلوة ظل يتعبد فيها إلى أن لقى ربه سنة 675هـ ودفن بمكان مسجده المعروف بالمسجد الأحمدى – ولما كان سيدى محمد البهى من العاملين والأولياء الواصلين دفعه حبه لسيدى أحمد البدوى لأن يقتضى أثره ويحذو حذوه فأخذ يتردد على هذا المسجد ويتعبد فيه ما شاء له ربه وكانت أمنيته أن يدفن فى هذا المسجد ليحظى بشرف الجوار لمن أحب فحقق الله مناه ولما انتقل إلى رحمة الله تعالى صدر أمر ممن حاكم البلاد بأن يدفن فى هذا المسجد وكانت وفاته سنة 1260هـ
مسجد القصبى ( أحمد عبد الهادى القصبى)
ولد رضى الله عنه بمدينة طنطا عام 1925م بمنزل الشريف السيد حسين القصبى عضو مجلس الشيوخ والذى سمى بيته ببيت الأمة وأسرته ينتهى نسبها إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم 0